”الائتلاف السوري”المعارض بين الحل والإفلاس

كشفت مصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أنه مع خفْض تمويل “الائتلاف” المعارض من قبل قطر وتركيا، تمّ تأمين نفقات سفر قيادته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحصولها على منحة من “منظّمة ألمانية غير حكومية”.
وأوضحت المصادر أن “قيادات “الائتلاف” تجنّبت تحمُّل تكاليف السفر، على الرغم من مداخيلهم العالية من مشاريعهم الاستثمارية الخاصة في تركيا”.
وفي 21 آب الماضي، أبلغت أنقرة خلال اجتماع عقده ممثلون عن الجانب التركي مع أعضاء “الائتلاف”، أنها قرّرت تنزيل قيمة ما تمنحه كرواتب لأعضائه بسبب الأزمة الاقتصادية التركية، وفقاً للتبرير الذي سِيق خلال الاجتماع.
وخلال الأيام الماضية، جهد “الائتلاف” لنفي الأنباء التي أشارت إلى أن الاستخبارات التركية أبلغته بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الجاري، وتعليقاً على ذلك، أكدت المصادر لصحيفة “الأخبار”، أنه “لا وجود لمِثل هذه الأوامر حتى الآن، على رغم تبلُّغ “الائتلاف” خلال الاجتماع ذاته الشهر الماضي، بضرورة التحضّر للحوار مع الحكومة السورية”، معتبِرةً أن “تركيا تريد الاحتفاظ بهذا التشكيل المعارِض كورقة ضغط، في حال لم تنجح مساعي التقارب مع دمشق”.
وتتخوّف قيادات “الائتلاف” المعارض من تكرار تجربة “المجلس الوطني”، الذي خرج من المشهد السياسي بقرار تركي صَدر في أيلول من عام 2012، وفي هذا الصدد، تقول صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن” قيادة “الائتلاف” الحالية، تجد أن تشكيل جسم معارض ثالث يكون أكثر مرونة في التعامل مع دمشق، أمر محتمَل التنفيذ من قِبَل تركيا، لذا من غير المستبعَد بالنسبة إليهم توقّف التمويل المخصَّص لهم من أنقرة والدوحة بشكل نهائي، ما سيعني لاحقاً ضرورة إغلاق مكتبهم الأخير في تركيا، وعدم السماح لهم بافتتاح مكاتب جديدة في الشمال السوري، ليكونوا بهذا مجبَرين على أحد أمرَين: إمّا اعتماد النصّ التركي في التفاوض مع دمشق، أو الاندماج القسري في جسم سياسي سيتبنّى المشروع التركي الجديد”.
يشار إلى أن تركيا، قد أغلقت مكتب “الائتلاف” في أنقرة، في آذار الماضي، وفقاً لتبرير ”خفض النفقات”، بحسب ما نقلته قناة “العربية” عن مصادر تركيّة، في حين ذكرت مصادر تركيّة معارضة، بأن “القرار جاء بناءً على رغبة من المخابرات التركية، في محاولة لإيحاء الشارع التركي بالاهتمام بخفض وجود اللاجئين، وذلك بعد تزايد وتيرة الاحتجاجات ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وفي نفس السياق كان السفير السوري السابق لدى تركيا نضال قبلان بأنه ينتظر من تركيا خطوات ملموسة , كانت من بين المطالب السورية اغلاق القنوات السورية المعارضة في تركيا.
أكد السفير السوري السابق لدى تركيا، نضال قبلان، أن هناك تقدماً واضحاً في التقارب بين أنقرة ودمشق، وإن كان محدوداً، مشيراً إلى أن سوريا تتوقع خطوة ملموسة من تركيا في هذه المرحلة.
وخلال اتصال هاتفي مع قناة “بي بي سي” التركية، قال قبلان: إن “الدولة السورية تؤيد استعادة العلاقات مع تركيا بشكل عام، لكن عدم وجود بيان رسمي حول هذه المسألة مرتبط بانتظار خطوة فعليّة من أنقرة”.
واعتبر قبلان أن وقف بث القنوات التلفزيونية السوريّة المعارضة في تركيا في المرحلة الأولى سيعُتبر علامة مهمة على حسن النيّة التركيّة في التقارب مع دمشق.
وعن تصريحات أردوغان والمسؤولين الأتراك الأخيرة اتجاه دمشق، أوضح السفير السوري السابق أنه “تتم متابعتها بعناية من قبل الدوائر العامة والحكومية في سوريا، قائلاً: “نحن جميعاً ننتظر كيف ستتطور الأحداث وما إذا كانت هذه تصريحات بشأن استئناف العلاقات مع سوريا سوف تتحقق ام لا “.
وشدد قبلان على أن “تطبيع العلاقات مع تركيا هو بالتأكيد في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية”، مشيراً إلى أن “الوضع السياسي الحالي في المنطقة والعالم أكثر ملاءمة لتطبيع العلاقات بين البلدين”.
كما عدّ قبلان أن تركيا كانت جزءاً من تصعيد التوترات في سوريا، لذلك، فإن تركيا هي التي ستبدأ في الحد من هذا التوتر “، كاشفاً أن أحد البنود المهمة على جدول الأعمال بين البلدين في الفترة المقبلة سيكون عودة المهاجرين السوريين إلى بلادهم”.
ويرى السفير السوري السابق، أن على دول المنطقة والمؤسسات الدولية التعاون مع سوريا، ضد الدول التي تسعى لاستخدام المهاجرين السوريين لأغراض سياسية في بلدان مختلفة، موضحاً أن “جزء كبير من اللاجئين في تركيا يريدون العودة”.
وبخصوص التصريحات التي تفيد بأن العائدين إلى سوريا يواجهون انتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان، أكد قبلان أن “مئات الآلاف من السوريين قد عادوا، وحتى أولئك الذين حملوا السلاح قبلوا أن يكونوا مواطنين عاديين “.
وختم قبلان بالقول: “إن الوقت ضروري للتطبيع الحقيقي للعلاقات والانتقال إلى فتح السفارات بين دمشق وأنقرة”، مشدداً على أن “الحوار غير ممكن مع الجماعات الإرهابية”.
وسبق أن أكد قبلان خلال لقاء أجراه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، “أن دمشق تريد من أنقرة سحب قواتها من الأراضي السورية وحل فصائلها هناك، وأن تساعد من خلال علاقاتها مع الدول الغربية وكونها عضواً في حلف “الناتو” في رفع العقوبات عن الكثير من المؤسسات الحكومية والشخصيات السورية”.
وتابع: “عندها فقط، يمكن أن نقول إن هنالك صفحة جديدة يمكن فتحها”، مشيراً إلى أنه لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة، و”بالتالي كل الاحتمالات واردة ومن مصلحة تركيا وسوريا طي هذه الصفحة”.
وفي سياق التقارب التركي السوري ايضا, تركيا تقترح استضافة مفاوضات بين “المعارضة” والحكومة السوريّة.
بالتزامن مع ترجيحات احتمالية انتقال المباحثات التي تجري بين أنقرة ودمشق من الجانب الأمني إلى السياسي، كشف مسؤول سوري معارض عن تقدّم تركيا بمقترح لعقد مفاوضات سياسية بين المعارضة والحكومة السورية في العاصمة التركية أنقرة.
وأكد المسؤول في المعارضة السوريّة، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث إلى صحيفة “القدس العربي” اللندنية، أن “تركيا اقترحت عقد لقاءات على نطاق ضيق، دون أن يُفصح أكثر عن رد المعارضة على المقترح التركي”.
ويأتي ذلك بعد أن أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسيّة، الأسبوع الماضي، بأن الاستخبارات التركية أبلغت أعضاء “الائتلاف” المعارض بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الجاري، وتبع ذلك نفي رئيس “الائتلاف” صحة الأخبار المتداولة، وفي هذا السياق سبق أن أشار المختص بالشأن التركي أحمد الإبراهيم لـ “أثر”، إلى أنه “من المرجّح أن تكون الحكومة التركية قد سرّبت إلى الوكالة الروسيّة هذه المعلومة، وذلك بقصد الضغط على المعارضة السوريّة بشكل غير مباشر، في محاولة جس النبض”.
وسبق أن رجحت صحيفة “الوطن” المحليّة، الأمس الثلاثاء، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية موجودة في أنقرة، انتهاء المفاوضات الأمنية الجارية راهناً بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب بين دمشق وأنقرة، مؤكدةً أن “المفاوضات ستنتقل إلى الشق السياسي في موعد ليس ببعيد من الآن”.
وأضافت أن “الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق يبدأ الشهر القادم على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه، أو قبل نهاية العام الجاري، كحد أقصى، في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي من الأراضي السورية.”
وتابعت أنه “ربما لن يمر وقت طويل قبل لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بنظيره التركي مولود جاووش أوغلو، ولو بروتوكولياً في المرحلة الحالية”، مشيرةً إلى أن “ذلك قد يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين في نيويورك، والتي بدأت أعمالها في 13 من شهر أيلول الجاري وتستمر حتى 27 منه”.
وفي الأثناء، ذكرت وسائل إعلامية معارضة، بأن فصيل “السلطان مراد”، التابع لـ “الجيش الوطني”، المدعوم من أنقرة، قد سمح بعبور شاحنتين تحملان مادة البرغل عن طريق معبر “أبو الزندين”، الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة والحكومة السوريّة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك للمرة الأولى بعد سنوات من إغلاق المعبر.
ورجّحت أن الافتتاح “الجزئي” له أهداف سياسية وتجارية، نتيجة التقارب التركي مع سوريا.
لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇
وكالة صدى الواقع السوريvedeng
اترك رد