الذكرى الثالثة والستين لمجزرة حريق سينما عامودا

الذكرى الثالثة والستين لمجزرة حريق سينما عامودا
بقلم المؤرخ: برادوست ميتاني – Biradostê Mîtanî
يصادف اليوم الذكرى الثالثة والستين الأليمة لحريق سينما عامودا التي كانت في 13-11-1960م، علينا عدم نسيانها بل عقد أنشطة وأمسيات وبرامج وأجراء أبحاث عن حقيقتها , ليعرف الكرد والمكونات الأخرى وأصدقاؤهم مدى حقد الأنظمة الشوفينية القوموية على وجودهم القومي , بدأً بمحاولتهم في وأد التعلم والفكر اللذين يولدان منذ الطفولة البريئة عند الكرد والشعوب الاخرى .
ما هي مجزرة سينما عامودى؟
البناء الطيني الهش الذي كان سقفه من القش ويغطى جدرانه الداخلية القماش المدهون بالصباغ وعليه المازوت وله بابان رئيسي تم إغلاقه وتخريب الشركة من الخارج وتمنع فتحه وآخر سري إلى حديقة أمامه بئر، وكذلك المحرك القديم الذي ازدادت حرارته لعمله المتواصل خلال النهار وشريط الفيلم البالي كعوامل مساعدة لازدياد لهيب النيران.
وأيضاً كيفية التجميع العشوائي للتلاميذ من مدارس الغزالي والمتنبي وعمار بن ياسر دون تنظيم أو مرافقة تذكر من إدارات مدارسهم وحشو البناء بالأطفال من الخارج إلى أن أصبح عددهم أكثر من خمسمئة طفل في غرفة طويلة شبيهة بالكوخ على أبسط تعبير طوله 18 متراً وعرضه 6 أمتار وله بابان وبعض النوافذ العالية , ولا ننسى الفلم المرعب الذي لا يناسب أعمار اولئك الصغار الذي تم عرضه، حيث كان يحمل اسم “شبح منتصف الليل”، والذي كان ريعه مخصصاً بحجة دعم الثورة الجزائرية بالإضافة إلى تعنت وإصرار مدير الناحية مصطفى شعبان الذي أصر على عرض الفلم بالرغم من ذهاب وفود إليه لمرتين دون أن يقتنع على إن المحرك لا يقوى على الاستمرار في تشغيل الفلم بسبب ارتفاع درجة حرارته علما” ان الفلم كان قد يتم عرضه للمرة الثالثة بشكل متتالي إلى أن حدثت الكارثة وذهب ضحيتها أكثر من(284) مئتان وأربعة وثمانون طفلاً على أقل تقدير خلال عشرين دقيقة الذين امتلأت سماء عامودا برائحة شواء لحم أجسادهم ما عدا أولئك الأطفال الذين هربوا من الباب السري ووقعوا في البئر الذي كأنه مصيدة في انتظارهم وقد دفنت اجسادهم البريئة في قبور جماعية بتل شرمولا القريب من المدينة وكذلك في القرى المجاورة. وسط صرخات الامهات والآباء الذين لم يميز الكثير منهم أجساد أكبادهم من الآخرين كونها انحلت وسط النيران فلم يتعرفوا عليهم.
أولئك التلاميذ كانوا سيكونون مهندسين ومدرسين وأطباء وسواهم ومثقفين متنورين مستقبلاً يخدمون أمتهم ووطنهم.
ولولا أصحاب النفوس الشجاعة لكان عدد الشهداء أكبر من ذلك بكثير ونخص بالذكر الشهيد محمد سعيد آغا الدقوري ( محمدي آغي ) الذي قالوا له وهو يهرول من المقهى نحو السينما أن ولدك نجا من الحريق، فصاح بهم قائلاً إن كلهم أولادي، فتوجه نحو الداخل دون أن تتمكن الشرطة من صده، فحطم النافذة ودخل وتعارك مع النيران المستبدة ثم أنقذ 12 طفلاً حيث يخرج كل مرة وبحضنه طفلان إلى أن انصهر العمود الحديدي للسقف فهوى السقف عليه وأستشهد، وكذلك يادي فريدة ( الأم فريدة هكذا ينادونها منذ الكارثة ) والتي أنقذت سبعة أطفال.
لقد تعددت الأطراف المسؤولة والمتسببة في الكارثة وهم حكومة الاتحاد بين سوريا ومصر أنذاك برئاسة الراحل جمال عبد الناصر وجهازها المخابراتي من خلال مكاتبه المرعبة للشعب برئاسة المدعو عبدالحميد السراج المخطط لجريمة هولو-كستية مدبرة من قبل احد الشخصيات المخابراتية الهت-لرية و الذي هرب من المانيا بعد سقوط النازيين إلى جزائر ثم صار بحماية تلك الحكومة الاتحادية في دمشق والذي زار الجزيرة واختار عامودا لتنفيذ المجزرة وكذلك مسؤلية مدير الناحية ومحاسب البلدية و مدراء المدارس وأصحاب السينما (شهرزاد ) الذين بإهمالهم تفاقمت الجريمة بالأضافة إلى الإطفائية التي جاءت متأخرة من قامشلو وقد طمرت الأجساد تحت الوحل أثناء إطفاء النيران.
وما يثير الدهشة أنه شوهدت جماعة عند تل قريب كانوا يقولون: أن اخراق السينما قد تأخر، كأنهم كانوا على علم بها وينتظرون الحريق.
عزاؤنا لأهلنا في عامودا ولكل أم فقدت وليدها على يد الظالمين وتحية لكل يد حنونة ترعى الطفولة على براءتها الطبيعية في الإنسانية وثقافتها الأصلية مثلما الأن تنمو في بيوتها ومدارسها، تتعلم لغتها الام إحياءً لأحلام اولئك الاطفال الأبرياء الذين كانوا قد فقدوا تعليمهم بلغتهم الام وذلك ارواحهم الطاهرة.
مصادري : مجلة الحوار الأعداد 30 – 31 – 36 , جريدة المنار المصرية العدد 2045 وكتاب عامودا تحترق للأستاذ حسن دريعي الذي كان من بين الأطفال الناجين من الحريق.
لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇
وكالة صدى الواقع السوري vedeng
اترك رداً