اليونان تتخذ خطوات للتصدي لـ “قافلة النور”.. والقائمون عليها يعلنون إيقافها

img
Advertisements

 

أعلنت السلطات اليونانية حالة استنفار وتأهب قصوى للتصدي للمشاركين في “قافلة النور”، التي كان من المقرر أن تنطلق من تركيا إلى أوروبا، إذ أكد وزير الهجرة اليوناني “نوتيس ميتاراكيس”، أن القوات الأمنية في بلاده أخذت وضعية التأهب والاستعداد وخاصة في منطقة “إيفروس“ الفاصلة بين اليونان وتركيا، بحسب وكالة “أ ف ب” الفرنسية.

 

وذكرت وسائل إعلامية معارضة، أن الجيش اليوناني أغلق معظم الشريط الحدودي، بنشره الدوريات في كل مكان، إضافة لنشره المصفحات والعربات العسكرية في المناطق المرتفعة، كما تم نشر الحواجز في العديد من القرى الحدودية كـ “كاستانيي” المتاخمة تماماً لنهر ميريتش – إيفيروس، الفاصل بين تركيا واليونان، إضافة لوضع حواجز على الطريق المؤدّية إلى بلدة “ميليس”، التي يصفها اليونانيون بـ “بؤرة التجمّع” في اليونان.

 

مضيفةً: “إن قوات حرس الحدود اليونانية وجهت دعوات لأبناء القرى الحدودية مع تركيا للمساعدة في صدّ المهاجرين الغُزاة، وقد تضمنت عبارات عنصرية في دعواتها كـ (اللاجئون دمار للشعوب – أوقفوا غزو أبناء الحروب – أعيدوا هؤلاء إلى حيث جاؤوا) وغيرها من العبارات، التي تعبّر عن سياسة اليونان ونظرتها تجاه المهاجرين واللاجئين بشكل عام”.

 

ومساء أمس الإثنين، أعلن القائمون على “قافلة النور” على قناة القافلة في “التيليغرام”، عن إيقاف جميع القوافل القادمة باتجاه مدينة أدرنة، بعد تعرض مجموعة تابعة للقافلة تجمعت داخل حديقة في أدرنة لإطلاق نار من أشخاص ادّعوا أنهم عناصر أمن، مشيرين إلى أنه وبعد التحقيق “تبين أن من أطلق النار مهربون، وهددوا الموجودين هناك في حال خروجهم مع القافلة”.

 

وأشار الناشطون الحقوقيون في تركيا إلى العواقب القانونية التي ستواجه المشاركين في “قافلة النور”، إذ تعني مغادرة أراضي الدولة بطريقة غير مشروعة قانونياً جريمة هجرة غير شرعية، ومن المعروف أيضاً أن محاربة الهجرة غير الشرعية من تركيا باتجاه أوروبا هو جزء من التزامات أنقرة ضمن الاتفاق الأوروبي – التركي المبرم عام 2016.

 

وعليه ستتعامل السلطات التركية مع المشاركين في القافلة كـ “خارقين للقانون”، وسيترتب على ذلك عقاب وإجراءات ستتخذها السلطات تجاه منظمي ومنسقي القافلة أولاً، كما سيتم إلغاء الحماية عنهم وترحيلهم، وهذا في حال قررت الحكومة عدم توسيع نطاق المحاسبة ليشمل كل المشاركين، “أما إن قررت عكس ذلك سيشمل كل من تتمكن من إلقاء القبض عليه مشاركاً فيها”، بحسب الناشطين الحقوقيين.

 

ويعاني اللاجئون السوريون في تركيا –يبلغ عدد المسجلين منهم رسمياً 3.7 مليون– من أوضاع معيشية سيئة في ظل غلاء الأسعار وارتفاع الإيجارات، وتحول بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” إلى عبء عليهم مع تقييد تنقلهم بين الولايات التركية.

 

وأحدثت حملة “قافلة النور” انقساماً في أوساط السوريين في تركيا، بين قسم يرفض المشاركة ويحذر من أضرار متوقعة نتيجة التشديد الأمني من جانب اليونان وبلغاريا عند الحدود التركية، وآخر يؤيد المشاركة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء في تركيا، إضافة إلى حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته ترحيل مليون لاجئ سوري “طوعاً”.

وكانت قد حذرت مفوضية الامم المتحدة من تداعيات الهجرة غير الشرعية لللاجئين ومخاطرها.

تزامناً مع استعداد آلاف السوريين للهجرة من تركيا نحو أوروبا ضمن قافلة النور، حذّرت مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا، اللاجئين السوريين من الانضمام إلى القافة التي تعتزم التوجّه إلى أوروبا من تركيا عبر بلغاريا أو اليونان.

 

إذ أوضحت المفوضية في بيان لها أن اللاجئين المنضمين للقافلة قد يواجهون خطر الموت في الطريق، مضيفة: “هناك معلومات تشير لمخططات عن حركة منظمة متوجّهة نحو الحدود التركية اليونانية ـ البلغارية، وتشير تلك المخططات إلى أن المشاركين في الحركة يعتزمون عبور الحدود إلى اليونان، بلغاريا ومن ثم الدول الأخرى”.

 

وأكدت المفوضية أنها لا تقوم بالمشاركة أو التشجيع على السفر غير القانوني من تركيا إلى اليونان/بلغاريا أو الدول الأُخرى.

 

وحذّرت من خطورة طرق السفر المذكورة، سواء أكان عن طريق البر أم عن طريق البحر، إذ قد تؤدي للمجازفة والخطر، موضحة أنه غالباً ما تفشل محاولات عبور الحدود بشكل غير قانوني، ويمكن أن تتحمل عواقب وخيمة، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز والانفصال الأُسري وحتى الموت.

 

 

وتابعت: “بالإضافة إلى تعريض المشاركين في هذه الحركة لعواقب قانونية محتملة، فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى عواقب إنسانية وخيمة بما في ذلك البقاء دون مأوى وغذاء وخدمات أساسية أخرى، في حين أنه قد يتعرض الأطفال وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الخطر”، داعيةً اللاجئين إلى عدم تعريض حياتهم وحياة أفراد أسرهم وأطفالهم للخطر”.

 

وفي وقت سابق، تحدث عدد من الخبراء عن أسباب عدة تقلل فرص نجاح القافلة، وقال أحد الخبراء: “الدول الأوروبية لن تسمح بوصول موجات لجوء جديدة، لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين، وخاصة بعد أزمة اللجوء من أوكرانيا”، مرجحاً أن يحث الاتحاد الأوروبي، دول أوروبا الشرقية على منع المهاجرين من العبور.

 

لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇

وكالة صدى الواقع السوريvedeng

الكاتب ماهر ماملي

ماهر ماملي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية