بعنوان “عشق الوطن” تحفة فنية للفنان النحات أ. يوسف سعدون

يعتبر فن النحت فن تاريخي قام على تجسيد الطبيعة عبر المحاكاة ووظفه الإنسان القديم للكتابة وحفظ المعلومات منذ أكثر من أربعة آلاف عام، حمل التاريخ فيه رموزا وحكايات ونقل الحديث ووثق الطقوس والموروثات والعادات إنه نحت الصخر والنقش عليه.

حيث برع الفنان يوسف سعدون في تحويل حجر أصم الى تحفة فنية فائقة الروعة والجمال حيث قام بنحتها بصورة فنية رائعة عبر من خلالها عن حب الوطن وذلك بنحته قلباً محاط بأربع أيادي فأبدع في تصوره مشكلا تحفة فنية غاية في الروعة. حيث يعتبر عمله نجاحا لمورث تاريخي وثقافي جسده على نقش حجري ليبرز ابداعاته الفنية وانتمائه لتراب بلاده , تطورت بها مهاراته في انتقاء الحجارة على ما بها من اختلافات في الأشكال والألوان والملمس وهو ما يثري أعماله الإبداعية ويمدها بقدرة إضافية على التعبير.

وقضى الفنان الكثير من الوقت لكي يتمكن من نحت وتشكيل حجر يخدم فكرة معينة في ذهنه ثم بدأ بتنفيذها لترضي غاية المتلقي الجمالية”.

ويرى بأن “نحت الكتل الحجرية في أصلب الصخور ليس بالأمر الهين ولكنه يستطع تحمل الجهد لإيصال فكرته من خلال عمله الفني للمتلقي الذي يعرفه من خلال لمساته الفنية الساحرة التي تعيد بعثرة الحجارة وتشكيل مشاهد فنية جديدة لمنحوتاته”.

حيث استخدم حجراً من نوع الكهرمان أو ما يطلق عليه باللغة اللاتينية حجر الباسترن.

وقد استغرق الفنان يوسف سعدون أياما طويلة في انجاز تحفته الفنية التي انجزها على مراحل , حيث كان يستخدم الأدوات الدقيقة في عمله في المراحل الأولى , اما المراحل النهائية فكان يستخدم طريقة الحك بواسطة ورق الزجاج الخشن والناعم الى حين انتهاؤه من عمله.

أراد الفنان يوسف سعدون إيصال رسالة, وهي ضرورة التكاتف والتعاون بين أبناء الوطن الواحد لحمايته من أي شيء, سواء من العابثين أو الدخلاء, فقيمة الوطن كبيرة فالوطن حياة الإنسان، الذي يستحق أن يقدم له كل غالٍ وثمين.

في النهاية يكون الفنان يوسف سعدون أوصلنا مشكورا الى إدراك حب الوطن بطريقة سلسة وسهلة من خلال تحفته الفنية.