ترحيل السوريين من تركيا , بات هاجساً يؤرق الجميع , فما الجديد ؟

img
Advertisements

تركيا التي جعلت من نفسها حاضنة للثورة السورية واستقبلت السوريين في الأعوام الأولى من الثورة السورية لتجعل منهم ورقة ضغط سياسي .

الآن تحوّل وجود اللاجئين السوريين في تركيا إلى مادة سجال كبيرة في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع اتخاذ الحكومة إجراءات إدارية مشددة تصعّب بقاء هؤلاء في البلاد، ومع إغلاق الباب أمام عودة السوريين الذين يزورون بلادهم خلال الأعياد

تصاعدت عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا إلى منطقة الشمال السوري، بشكل كبير وغير مسبوق، خلال الفترة القليلة الماضية، فبشكل يومي يتم إرسال العشرات منهم إلى البوابات الحدودية ليتركوا لمصيرهم المجهول في المنطقة.

وبشكل يومي يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر وصول عشرات الشبان إلى المعابر الحدودية، بعد إلقاء قوات الأمن التركية القبض عليهم، وإجبارهم على التوقيع على أوراق تدعي أنهم يريدون العودة إلى الشمال السوري “طوعاً”.

كذلك نشر لاجئون سوريون تسجيلات قالوا إنها من احتجاجات شهدها مخيم أضنة الذي أقامته الحكومة التركية وحجزت مئات اللاجئين فيه، ووعدتهم بإعطائهم بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، إلا أن ما حدث هو ترحيل العشرات منهم إلى سوريا على دفعات يومية.

كما صل خلال اليومين الماضيين العشرات من اللاجئين السوريين إلى معبر مدينة كري سبي “تل أبيض ” بهدف توطينهم  في المنطقة على حساب السكان الأصلين الذين تم تهجيرهم ابان الاجتياح التركي  وبعده نتيجة الممارسات  اللا إنسانية  للفصائل التركية .

حيث أكدت مصادر محلية أن 94 لاجئ سوري وصل خلال 48 ساعة الماضي إلى مدينة تل ابيض عبر المعبر الحدودي للمدينة مع تركيا بعد ان قامت السلطات التركية بترحيلهم قسرا  وذلك من اجل توطينهم في المدينة بهدف تغير ديمغرافي بعد نزوح سكانها  الكرد من منازلهم في المنطقة  نتيجة الهجوم التركي والانتهاكات اللا انسانية  للفصائل المحسوبة على ما يسمى الجيش الوطني التابع لتركيا.

وأضافت المصادر أن اللاجئين السوريين المرحلين من الاراضي التركية ينحدرون من مناطق إدلب والغوطة و ريف حلب الشمالي و ديرالزور.

وشرعت تركيا في عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى إلى إحداثها في المناطق التي سيطرت عليها في شمال سوريا.

وأكدت مصادر نقل عدد من سكان الشمال السوري إلى مدينة “تل أبيض” التي خضعت لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها ضمن عملية مايسمى “نبع السلام” العسكرية التركية.

وأضافت المصادر أن القوات التركية “بدأت بتنفيذ عمليات نقل المواطنين ممن يرغبون بالانتقال إلى تل أبيض، حيث تنطلق سيارات مرافقة يوميا في الصباح وفي المساء بعد تسجيل أسماء الراغبين في الانتقال”.

وأوضح شهود عيان للمرصد السوري  في وقت سابق  أن اللاجئين يتم نقلهم من جرابلس إلى الحدود مع تركيا ثم إلى تل أبيض بصحبة ممتلكاتهم وأغراضهم، بحجة أنهم يعودون إلى مناطقهم الأصلية عبر تركيا

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف، منذ بداية العملية التي أطلقت عليها تركيا اسم “نبع السلام”عن انتهاكات تنفذها الفصائل الموالية لتركيا المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، سعيا إلى إجبار من بقي في المناطق التي سيطروا عليها في الشمال السوري للرحيل من أجل تنفيذ عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة، تحت مرأى ومسمع القوات التركية واستخباراتها وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكانت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”  قد حذرت من أن “تركيا تعمل على تقديم مشاريع راديكالية بهدف خلق الفوضى، وكذلك العمل على تغيير هوية المناطق الأصلية عبر ممارساتها في التغيير الديمغرافي”، منتقدة صمت الأمم المتحدة.

ورأت، أن تركيا “تسعى إلى تغيير هوية المناطق التي سيطرت عليها بشتى الوسائل والعمل على توطين لاجئين ممن لديها الآن والبالغ عددهم أكثر من 3 ملايين لاجئ بالتنسيق مع الأمم المتحدة، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في المنطقة”.

 

 

الكاتب علي نابلسي

علي نابلسي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية