Site icon Vedeng

دحض نظرية الاعراق ،منهم العرق السامي -الصلة بين الكرد والآشوريين نموذجا

Advertisements

دحض نظرية  الاعراق ،منهم العرق السامي -الصلة بين الكرد والآشوريين نموذجا”

 

برادوست ميتاني

 

#دحض نظرية الاعراق-منهم العرق السامي

في تقسيم الأمم والشعوب والأثنيات بات الاعتماد على تصنيفهم إلى أعراق :سامي وحامي ويافثي ،نسبة إلى اولا النبي نوح عليه السلام شائعا” واصبح لدى العديد من التاريخيين ومن يدرس التاريخ من المسلمات وقد كرسها الايديولوجيون ومراكز انتروبولوجيا لغايات ذاتية تخص اهدافهم ،بالإضافة إلى الذين يعتمدون عليها عن حسن النية وبدون تمحيص وتدقيق ،مما يؤدي إلى الاستمرار في نتائجها السلبية ومغالطاتها وواهيتها.

بظهور نظرية الاعراق في القرن الثامن عشر الميلادي حدث التحامل على التاريخ والخلط بين اصل شعوب ميزوبوتاميا ،بل مزقت أصالتهم ،كما انه اوجد روح العداوة بينهم في التاريخ الحديث بعد ان صدقه الكثيرون عن قصد او مكرهين أو مغررين بهم.

 

ان السبب الاول لظهور الاعراق وخاصة السامي هو ديني بحت وبغياب المصادر والوثائق والرقم الطينية، واول من  اوردها هو  التوراة وومن ثم تناوله اللاهوتيون لتقوية معتقداتهم وقومياتهم وانكار للآخرين ما لهم من حقهم القومي الحياتي  منذ التاريخ.

 

في هذا الصدد، يقول ليوتاكسل، في كتابه “التوراة: كتاب مقدس أم جمع من الأساطير : وبالرغم من ذلك يتفق اللاهوتيون على أن نوحاً أعطى آسيا لـ”سام”، وأوروبا لـ”يافث”، وأفريقيا لـ”حام”.

 

لقد استمد من ذلك بعض الباحثين كتاباتهم بدون وجود قرائن أركولوجية تثبت ذلك ومع الاسف صارت حقائق، سار عليها الكثيرون وأول من استعمل هذا الاصطلاح ونشره بدافع ديني  هو الباحث النمساوي أوجست لودفيج شلوتسر (August Ludwig Schloester)، في مقال له عن “الكلدانيين”، في عام 1781؛ الذي أورده أيشهورن (Eichhorn)

 

في كتابه فهرس الأدب التوراتي والشرقي” وقد تبعه وصدقه الكثير من المؤرخين وعلمته و عززته بعض الانظمة القوموية التي تقوي تلك الايديولوحية بالايديولوحية الدينية في منطقتنا ميزوبوتانيا والعالم وكأن ذلك حقيقة خلقت مع ولادة البشرية ودون ان يعلم الكثير انها فرضية ظهرت في القرن الثامن عشر  وعلى لسان فرد واحد وبدافع ديني.

 

تناول العلامة  ابن خلدون  ذلك مع عدم ايمانه به وذلك في  مقدمة كتابه ديوان المبتدأ والخبر في معرفة احوال العرب  والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر  قائلا”:

ولما رأي النسابون اختلاف هذه الأمم بسماتها وشعارها حسبوا ذلك لأجل الأنساب فجعلوا أهل الجنوب كلهم السودان من ولد “حام”، وارتابوا في ألوانهم فتكلفوا نقل تلك الحكاية الواهية وجعلوا أهل الشمال كلهم أو أكثرهم من ولد “يافث” وأكثر الأمم المعتدلة وأهل الوسط… من ولد “سام”، وهذا الزعم… ليس بمقياس مطرد.. فتعميم القول في أهل جهة معينٍة من جنوبٍ أو شمالٍ بأنهم من ولد فلان المعروف لما شملهم من نحلة أو لونٍ أو سمةٍ وُجدت لذلك الأب إنما هو من الأغاليط التي أوقع فيها الغفلة عن طبائع الأكوان والجهات.

 

لقد تناول ذلك أيضا” الكاتب الفلسطيني أ. احمد الدبش في مقالة له وأطلق عليها عنوان : خرافة السامية محللا”بطلانها

 

-ما هو سر التشبث لدى البعض بنظرية العرق السامي خاصة؟

 

تم وضع نظرية العرق السامي بناء على وجود التشابه الثقافي بين الاخوة العرب والعبريين والأشوريين والكلدان والاكاديين و الاراميين والاموريين علما” ان العرب شريحة كبيرة من الاخوة العرب وخاصة بعض الايديولوجيات السلطوية منهم ،يرفضون وحدتهم الاثنية مع العبريين وكذلك بالنسب للاخيرين ايضا”

ان تلك النظرية تظهر ضعفها الشديد بسبب حجتها التي هي التشابه الثقافي بين تلك الشعوب ،لان جميع شعوب العالم من اقصاه إلى ادناه تتشابه معا” في ثقافتها ولغتها وتأثيرها الديني ،كما اننا إذا قارننا التشابه الثقافي بين تاريخ ما سمي بالعرق السامي وبين ثقافة بعض الشعوب التي ضموها إليه مع ثقافة شعوب ميزوبوتانيا منهم الكرد الأريين .فنجد التشابه بين الآشوريين والكرد الأريين أضعاف ذلك .لذا يستوجب  بناء على ذلك ضم الشعب الآشوري السرياني الكلداني إلى العرق الآري وعلى اساس البنية الثقافية الممتدة إلى الجذور العرقية الاولى في ميزوبوتانيا وليس خارجها.

كما اسلفنا الدافع الاول لتصنيف تلك الاعراق هو ديني، يهدف إلى تعزيز دينهم وانكار الأديان الاخرى ولكن في التاريخ المعاصر تبنتها

 الايديولوجيات الحزبية القوموية منها ما ظهر بين اخوتنا العرب خاصة وبعض انظمتهم المصابة بجنون عظمة القومية التي عملت و تعمل على ربط جغرافية ميزوبوتاميا بها غصبا”  وبغياب البراهين العلمية في التاريخ الذي لا يؤكد على ذلك ،وذلك لكي تأسس لقوميتها قاعدة عريقة من شعوب المنطقة وتجعل من امتدادهم التاريخ امتدادا” لقوميتها،منها مافعلت  مع تاريخ الشعب الآشوري الميزوبوتامي الأصيل في المنطقة كما ذكرنا أنفا”لذلك يتشدق اولئك القومويون برابطة  السامية ،علما ان اصل الشعب العربي الشقيق ولا خلاف عليه هو جغرافية شبه الجزيرة العربية وليس ميزوبوتاميا التي هي نقيض الجفرافية المؤسسة للأخوة الآشوريين التي هي بلاد الرافدين أي ميزوبوتاميا.

ويجب الإشارة هنا إلى حقيقة ألا وهي محاربة تلك الأنظمة حتى لحقيقة التاريخ السرياني وافراغه من ثقافته ولغته وشخصيته والإحلال محلها ما يودون من أيجاده باسم قوميتهم وقد دفع الاخوة الأشور والسريان ضرائب باهظة في وجودهم أثر ذلك وخاصة منهم المغررين بهم  المنخرطين في صفوف سلطة وتنظيمات تلك الأنظمة.

كما انهم اي الانصار القومويون للعرق السامي يسعون في سياستهم تلك  إلى محو تاريخ شعوب اصيلة في المنطقة وخير مثال عنهم هو تاريخ الشعب الكردي

 

-لماذا ليس لا يدعون الانتساب إلى نوح(ع) نفسه وهو الأصل  بدلا” من اولاده.

 

لهذا اسباب سياسية عنصرية عديدة .منها : ان النبي نوح (ع) ظهر في شمال ميزوبوتاميا التي تسمى  كردستان. فإذا قالوا ذلك فأنهم يظهرون وجود كردستان المحتلة من قبلهم  ويؤكدون على اهميتها بالاضافة إلى شعبها الكردي الذي ينكرون وجوده ويستبدون بحقوقه  .لذا من الصعب عليهم ان  يعلنوا صلتهم الاخوية بهم؟.

علما” انه مهما انكروا ومهما كانت التقسيمات -التي ان اسلمنا بها أو لم نسلم –  تنتسب إلى سام او حام أو يافث فكلهم من ابناء النبي نوح (ع)  وتزيد من  عراقة الانتماء إلى شعوب موزوبوتاميا التي يعد الكرد جزءا’ عريقا” منها ،لأن الاديان  السماوية والملاحم ،منها ملحمة كلكامش كلها  تذكر موطن النبي نوح(ع) الذي ظهر من شعب يشكل جذور اجداد الكرد في شمال ميزوبوتاميا اي كردستان ،حيث  جبل جودي أو آكري (آرارات ) في كردستان والذي استوت عليه السفينة وهي أي كردستان منزلة مباركة ومازال قبر نوح (ع) السلام في جزيرة بوتان في شمال كردستان وكذلك بالنسبة لقرية هشتى نسبة إلى عدد من اتبع النبي نوح (ع) وكذلك قرية بانحى ومدينة شرنخ اي شارى نوح (مدينة نوح). لذا لن يفلحوا في مسعاهم . بالرغم من تلك السمة التاريخية التي كرمها الله بها الكرد ،الا وهي ظهور ابو البشرية الثاني النبي نوح واولاده الثلاثة سام وحام ويافث في ديارهم ومن بينهم  .بالرغم من تلك الأهمية  فأنهم اي  الكرد لا يتعالون على غيرهم من شعوب ميزوبوتاميا ولا يتفاخرون عليهم عنصريا”.بل يؤمنون بالاخوة بين الشعوب ويعدون انفسهم شعب من تلك الشعوب وذات جذور واحدة او مشتركة.

 

#تاريخ الصلة بين الكرد والآشوريين نموذجا.

وفق نظرية تلك الأعراق أن الكرد يافثيون والأشوريين ساميون ولكن حقيقة الواقع تدحض ذلك ،فكلاهما ميزوبوتاميون اصلاء قبل أن يتشكل منهم ومن غيرهم في ميزوبوتانيا العرق الاري .

مع الأسف لازالت حتى الآن ثمةحقائق كثيرة مجهولة للشعوب عن التاريخ الحقيقي لوجودها والعلاقة فيما بينها ,بل كتبت بدلاً عنها مفاهيم تاريخية مغلوطة مبنية على فرضيات تفتقر إلى المصادر الاركولوجية ,معظمها عبر أقلام مأجورة او ايديولوجيات متزمة وأصبحت بالتقادم الزمني مع الأسف كحقيقة مسلمة بها حتى من قبل الشعوب نفسها .كما أن بعض الأنظمة المسيطرة على السلطة القوموية العنصرية عملت على تعزيز سطوتها على الشعوب الاخرى من خلال اظهار اصالة قوموية مصطنعة لها في تاريخ لا دور لهم فيه في ميزوبوتاميا وذلك بتزييف التاريخ. وخير مثال ما حصل إزاء العلاقة بين الأمتين الكردية والاشورية بل السريانية على وجه الخصوص وفتح شرخ واسع بينها انطلاقا” من  النظرية السامية لكي يجعلوا من التاريخ السرياني عمقا” لوجودهم القومي.

-الكرد والسريان وما بينهما من وحدة ثقافية أثنية

من يرجع بحيادية إلى دراسة تاريخ ميزوبوتاميا سيجد وحدة ثقافية بين الكرد والسريان إلى درجة كبيرة ،تصل به إلى قناعة مفادها حتمية الوحدة الإثنية بينهما على أن كليهما أريين وأنا من خلال بحثي على مدى سنوات عديدة لم اقتنع ابدا” بنظرية الاعراق بل كنت استغرب منها، ومنهم  العرق السامي الذي أدخلوه عنوة بأصل بعض شعوب ميزوبوتاميا وخاصة الاخوة الأشوريين  الذين  اصبحت  من أنصار وحدة اصلهم مع الكرد  وبدايتها هي عندما أحلل جذور اسمي سريان وكرد أصل إلى معنى واحد ألا وهو اسم أهور- آشور خور أي الشمس-آشوري- خردي -كردي  أي الشمسي ومثلها اسم سوريا ايضا”.

 

يقول جرنوت فيلهمم في كتابه :تاريخ الحوريين وحضارتهم  في العلاقة بين اللغة الخورية(الهورية اي الحورية في المصادر العربية) والآشورية و بالمقارنة بين الآثار والرقم الطينية المكتوبة باللغتين الهورية الميتانية والآشورية بأنهما لهجتان بلغة واحدة الا وهي اللغة الخورية(الهورية-الحورية).

 

يشترك الكرد الخوريون الميتانيون مع اخوتهم الاشوريين في العديد من العادات  كاستخدامهم للعربات قي الحروب وفي الفروسية واللباس وتقديس الإله مهترا وحب الحصان والاسد وكذلك تقديس الشمس أهورا او آسورا.

كما أن الكثير من الكرد الإيزيديين والآشوريين السريان ونضيف إليهم المؤرخين يقولون أن أصلهما واحد.

 

 كما أنهما يحتفلون بعيد رأس السنة بطقوس وزمن مشترك معا” في  تلوين البيض في بداية نيسان ،إشارة إلى طبيعة تنوع كائنات الكرة الأرضية وكذلك الصوم لثلاثة أيام في شهر كانون الأول وهو صيام سبق ظهور الدين المسيحي وخاص بالأخوة السريان واليزدانيين اي الإيزيديين وكءلك اليارسانيين الكرد وعيد يلدا و غيرهم من الشعوب الأصلية في ميزوبوتاميا بمن فيهم السومريين  وإلى ما هنالك من الثقافة المشتركة بينهما.

 

كما انه من الناحية الدينية ،كان للآشوريين إله هو آشور, رمزه شمس مجنحة وكذلك للكرد الزردشتيين إله هو آهورامزدا وهو أيضاً شمس مجنحة ومازال اسم الشمس لدى الكرد الصورانيين هو خور  وأيضاً مازال الاخوة السريان يحملون ذلك الرمز مثلما يحمله  حزب الاتحاد السرياني في سوريا بالاضافة إلى ثمة رجل ديني لدى الاخوة السريان المسيحيين لقبه  هو خوري و رجل ديني آخر لقبه شماس. مثلما ان  للخوريين إله اسمه آسور .فبذلك يشترك الكرد والسريان في اسم آسور  أي الشمس.

للتأكيد على ذلك نذكر قول الاركولوجي التاريخي فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم عندما قال أن اصل اسم الحوريين هو خوردي   .

 

يقول الباحث الكردي وكيل مصطفاييف في كتابه تاريخ كردستان القفقاسية , أن العالم الالماني ايغون فان الكستيد يقول : كانت في البداية تسمى الدولة الكوتية الجودية بالآشورية . أيضاً هذا دليل على وحدة الشعبين.

 

يتردد كثيراً في مصادر عديدة أن البابليين والشعوب الأخرى كانت تطلق على بلاد الآشوريين تسمية سوبارتو أو سوبر . علماً أن السوباريين هم الهوريين – الخوريين أجداد الكرد وما زالت منهم عشيرة كردية في جنوب كردستان تحمل اسم زيباري.وفي هذا سياق اتصل معي أحد الاخوة الآشوريين مقدرا” ما أصبوا إليه في هذا المجال وشكرني بالإضافة إلى انه قال أنا آشوري ومن عشيرة زيباري ويطلقون علينا اسم قوم الجبال (قومى جيى) بالطبع المقصود هو جبال كردستان وقد سعد  ذلك الأخ بهذه الصلة بين الآشوريين والكرد بل قال هذا دليل على وحدتهما الأثنية.

كان الشعبان الخوري الميتاني والآشوري على مدار أكثر من قرنين يعيشان ضمن دولة واحدة عاصمتها واشوكاني وآشور الِآشورية التي كانت  إحدى ولاياتها الشرقية وتنعم في ظلها بالحكم الذاتي وأن العديد من  المصادر تذكر العلاقات السلمية المستقرة  بينهما خلال ذلك , من معاهدات ورسائل متبادلة وامور تشاركية إلا أن العديد من مصادر أخرى لغايات ليست نبيلة تضخم سلبيات العلاقة بينهما وخاصة  الحروب التي حدثت بينهما كأي شعبين شقيقين تسوب بينهما احيانا خلافات داخلية بغض النظر عن قسوتها او مرونتها .

 

يقول جورجرو: تتوفر براهين كافية لأن تحملنا على الاعتقاد بأن كافة ملوك آشور الذين حكموا بين أعوام 1500 – 1360 ق.م كانوا خاضعين بالفعل لنفوذ المملكة الميتانية(اي الخورية الميتانية التي هي احد أسلاف الكرد) .معنى هذا ايضا” هو التواصل والعيش معا” ولكن معبرة باسلوب سياسي

 

كما ان  المصادر  تفيد أنه في الفترة الواقعة بين 1450-1375 ق م كان الحكام الآشوريون  يعيشون في وحدة وطنية مع الملوك الميتايين, إذ أن آشور رابي وآشور نيراري الثالث وآشور بيلينشيشو آشور ريمينشيشو كانوا  يحكمون في مناطقهم بالتنسيق مع الملوك الميتانيبن.

 

يقول المؤرخ المصري محمد بيومي مهران في حديثه عن ذلك : كانت بلاد آشور من المناطق التي وقعت تحت نفوذ الميتانيين وسيطرتهم المباشرة . هكذا عبر الباحث بلغة سياسة  الدولة ولكن بالرغم من ذلك ايضا” يعد هذا  دليل على تعايش الشعبين معا”.

 

كما الخوريين الهوريين الميتانيين حتى بعد زوال دولتهم عام ١٢٥٠ق.م  وظهور الدولة باسم الآشوريين عايشوا الأشوريين في الدولة الأشورية وبذلك الصدد  يقول الباحث التاريخي أ.خزعل الماجدي  عبر فيديو له : أن الدولة الآشورية كانت تضم الكرد ايضا” وذلك على أساس ديني والإيمان بالإله آسور أو آشور ( آهورا) وذلك في إشارة منه على ان الدولة الآشورية كانت ذات طابع ديني ثقافي وليس قومي.

 

بناء على ذلك يجب ان لا يستهان بتلك العلاقات التي تم ذكرها من قبل اولئك المؤرخين على اساس سياسي ولكن يجب تناولها على اساس اجتماعي وفكري وديني وثقافي بحت وتحليلها انطلاقا” من الصلات المشتركة بين الشعبين واظهارها للملأ للوصول إلى الجوهر التاريخي الحقيقي  والابحاث الحديثة كفيلة بذلك ،بل هي الضرورية الملحة.

 

يظهر في نقش الملك الآشوري أدد نيراري الأول في مطلع 1300 ق م اسم ملك خاني جلبات الهوري وهو شاتوارا الاول وكذلك اسم مدينة واشوكاني بصيغة اشوكاني كما ان الباحث جرنوت فيلهم يذكر العديد من اسماء ملوك وشخصيات اشوريين ومدنهم واماكنهم التي تحمل اسماء  خورية.

 

بانهيار الامبراطورية الهورية الميتانية كما اسلفنا في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد في عهد امبراطورها الضعيف ماتي وازا على يد بني جلدتهم الهيتيين , جاءت الفرصة الملائمة لانتقال الحكم إلى  الولاية الآشورية  لتقيم فيما بعد امبراطورية ضخمة في المنطقة ومن الجدير هنا هو انه بالرغم من انهيار الدولة الخورية الميتانية  تذكر المصادر استمرار العنصر الخوري في وجوده وثقافته والمميز هو ان الآشوريين الذين سيطروا على الدولة تعايشوا معهم لقرون عديدة امتدت حتى نهاية القرن السابع ق.م متشاركين في بناء الثقافة المشتركة.

 

-حقيقة الاكاديين اسلاف الآشوريين كما هو شائع

مثلما فعل القومويون مع الأصل الأشوري كرروه مع الاصل الأكادي ،فرواد التعصب القومي المفتقرون إلى بعد تاريخي في منطقتنا ،الذين يحاولون الاستفادة من نظرية الأعراق وخاصة العرق السامي  يجعلون الأكاديين ايضا” ساميين كما انهم يجعلونهم -مع عدم نكران  من لدننا الصلة بين الأكاديين والأشوريين مثلما هي الصلة الموجودة بينهم وبين الكرد-  من أجداد الآشوريين وينسبونهم إلى عرقهم المسمى بالسامي.

علما” ان تسمية الأكاديين لا تحتوي في مضمونها اي جذور عرقية لانها تنتسب إلى مدينة أكاد كما ان سركون الآكادي وانطلاقا” من سيرته التي هو كتبها قال: أن أهلي يسكنون في الجبال وان أمي هناك وضعتني خشية من ان يقتلني الملك الظالم  في سلة ورمتني في مياه النهر. فحملني النهر إلى آكاد وانقذني البستاني.

معنى هذا ان أكاد كانت موجودة ولكنها كانت صغيرة قبل سركون الأكادي علما” أنها كانت حينئذ  تحت حكم الكوتيين الجوديين .اما الجبال  هي جبال كردستان حيث يوجد الكوتيين الجوديين والنهر هو الدجلة الذي ينبع من كردستان. هذه الدلائل تشير إلى انه لم يكن يوجد شعب اسمه الآكاديين قبل مجيء سركون مع النهر من جبال كردستان بل كان الشعب حينها هو الشعب الكوتي الجودي وان تسمية الشعب الأكادي ظهرت بعد انقلاب سركون على الكوتيين الجوديين الذي هو نفسه ينتمني اليهم  وجعل آكاد عاصمة له .

الشعب الذي سمي بالآكاديين هو نفسه الكوتي انما التسمية فقط تغيرت  والشعب هو ذاته الذي لا يملك احد  تغيير أثنيته وأصله .فهذه ايضا تدحض مسالة انتماء الآكاديين والآشوريين إلى العرق السامي بل تؤكد انتماءهما إلى شعوب موزبوتاميا ومنهم الكرد في الفترة التي سبقت  بروز العرق  الأري الذي يعتبر هؤلاء الاكاديين والآشوريين والجوديين منه و احفادهم .بالإضافة إلى ذلك نشير إلى   ان العديد من المؤرخين يقولون  أن اسم أكاد مشتق من اسم اكود اي الكوت أي الجوديين وذلك بسبب التبادل المرن في اللفظ كثيرا” في اللغات اللاتينية بين الحرفي (و) و(ا).

 

بالختام .

اخواتي وأخواني :  غايتنا من هذا البحث والتحليل المتواضعين هي معرفة الحقيقة التاريخية فقط، لعلنا نتعايش سويا” ودون تعصب لقومياتنا وانكار حق الاخرى في الحياة مع علمنا ان التعايش بيننا كقوميات في المنطقة وبسبب التقادم الزمني صار امرا” مفروضا” علينا ان نتقبله وعن قناعة  ككرد وعرب وفرس وترك وجركس وارمن وشيشان وغيرهم و نؤسس لوطن يجمع في دستوره الوطني بعدالة بين جميع تلك المكونات ويتمتع كل شعب ذي حق بحقه.

 

لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇

وكالة صدى الواقع السوريvedeng

Exit mobile version