لماذا اختار الرئيس السوري سلطنة عمان وماذا حملت وما دلالاتها

لماذا اختار الرئيس السوري سلطنة عمان وماذا حملت وما دلالاتها
جاءت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى سلطنة عمان في هذا التوقيت الحرج بمفاجأة لكثير من المتابعين والمحللين في الساحة السورية خصوصا والدولية عموما وذلك لأن توقيت الزيارة جاء في وقت حرج بعد تعرض سوريا للزلزال المدمر في يوم 6 شباط 2023 فما هي هذه الزيارة؟
تسائل الكثيرون عن ماهية الزيارة ولماذا في هذا التوقيت الحرج على اعتبار ان الرئيس السوري بشار الأسد لم يخرج طوال الأزمة بسبب العقوبات إلا الى دولتين هما الإمارات والثانية هي سلطنة عمان
لماذا سلطنة عمان
مع بداية الثورة السورية اصبحت معظم دول الخليج تدعم الفصائل المسلحة المقاتلة في وجه الحكومة السورية مالياً وسياسياً وفكرياً على الرغم من اختلاف الإيديولوجية الفكرية لهذه الفصائل مع بعضها البعض فكان لكل منهم فكره الخاص.
موقف السلطنة من الأزمة السورية
سلطنة عمان لم تدعم اي فصيل مسلح ضد الحكومة السورية آنذاك معتبرة ذلك شان داخلي للحكومة السورية وحتى لا تعطي الذرائع للدول التي تريد التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى كما أنها لم تنهي علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية وأبقت سفارتها مفتوحة في دمشق والسفارة السورية في مسقط لم تغلقها وهي الدولة الوحيدة التي زار وزير خارجيتها السابق يوسف بن علوي دمشق متحديا جميع العقوبات الدولية او التي يمكن ان تحدث للسلطنة آنذاك.
ولا ننسى زيارة وزير الخارجية السوري ” الدكتور فيصل المقداد ” لسلطنة عمان في شهر مارس 2021.
هذه المعطيات هي موقف سلطنة عمان تجاه الأزمة السورية، والزيارات التي حصلت بين سلطنة عمان وسوريا على المستوى الوزاري تكشف لنا بأن سلطنة عمان هي الوجهة السورية المناسبة لخلق تقارب خليجي عربي تجاه سوريا، وطي صفحة الماضي.
كل هذه الأسباب التي ذكرناها تجعل سلطنة عمان هي المفتاح الرئيسي لمصالحة الحكومة السورية مع المحيط العربي والخليجي, ومن هنا يأتي دور سلطنة عمان في حلحلة الأزمات السياسية والعسكرية, بسبب موقفها السياسي تجاه فرقاء الأزمات السياسية والعسكرية في المنطقة.
دلالات الزيارة
من ما سبق نستطيع القول بان توقيت الزيارة مهماً ويحمل في طياته الكثير من الأسئلة, هل هي زيارة عمل تخص موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية؟ أو يمكننا القول عن مصالحة قريبة بين الحكومة السورية والمحيط العربي في الوقت الذي تشهد في دمشق زيارات كثيرة لوزراء خارجية ووفود برلمانات, وهل سيكون ذلك تمهيداً لعودتها الى المحيط العربي والجامعة العربية ؟
لا أحد يملك معلومات دقيقة عن هذه الزيارة في هذا الوقت الحرج, ولكن من خلال المعطيات السابقة يمكن أن نقول أنه قد تلعب سلطنة عمان دور الوسيط, للعودة بسوريا الى المحيط العربي , ايضاً يمكن ان تقدم اقتراحات ترضي جميع الأطراف للوصول الى حل قد ينهي معاناة الشعب السوري.
اترك رد