من يفوز بحرب المدرعات ؟ أبرز الدبابات الروسية التي ستواجه ليوبارد الألمانية وأبرامز الأمريكية

من يفوز بحرب المدرعات ؟ أبرز الدبابات الروسية التي
ستواجه ليوبارد الألمانية وأبرامز الأمريكية
جاء قرار دول الناتو بقيادة أمريكا إرسال دبابات غربية حديثة إلى أوكرانيا لينقل الحرب لمرحلة جديدة، وسيكون على هذه الدبابات مواجهة جحافل الدبابات الروسية التي تمثل أكبر أسطول في العالم، فما أهم الدبابات التي تستخدمها موسكو وكيف سيكون شكل المواجهة؟
وتتزايد حاجة أوكرانيا للدبابات مع تحصن الروس في مواقعهم واستناد دفاعاتهم في جبهة جنوب البلاد الأكثر أهمية للطرفين (لقربها من القرم وبعدها عن المجهود الحربي الرئيسي للبلدين)، وتحولهم للهجوم في باخمونت.
كما بات الأوكرانيون يحتاجون أكثر للدبابات؛ للقتال في السهوب المفتوحة المغطاة بالحشائش في جنوب وشرق البلاد عكس المناطق المغطاة في الغابات بشمال وشمال شرقي البلاد والتي توفر غطاءً لجنود المشاة.
روسيا لديها أكبر أسطول دبابات في العالم، والغرب يتحدث عن خسائر فادحة به
كان لدى روسيا أسطول عملاق من الدبابات عند انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث ورثت 52660 دبابة في عام 1992 مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق ثم تضاءل إلى 13290 في عام 2017، ولكنه مازال أكبر أسطول دبابات في العالم، وفقاً لمعهد ستوكهولم للسلام للدراسات العسكرية، وذلك من بين نحو 73000 دبابة لدى كل دول العالم، وهذا يعني أن روسيا تمتلك ما نسبته 17.7% من إجمالي الدبابات في العالم، بينما كانت أوكرانيا قبل الحرب تمتلك نحو 1900 دبابة أغلبها سوفيتي قديم.
ترفع بعض التقديرات الغربية الخسائر الروسية لنحو 2000 دبابة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ولكن من ناحية أخرى، فإنّ تراجع الحديث الغربي عن خسائر الدبابات الروسية، وقراره إرسال دبابات غربية حديثة وتقدم الروس ببطء في مدينة باخمونت وقبلها سوليدير يؤشر إلى تراجع خسائر الدبابات الروسية وأن الأوكرانيين باتوا في مأزق.
إنه أسطول قديم، وهذه أسباب خسائره الكبيرة
رغم أسطول روسيا الكبير الذي ورثه من الدبابات فإن أغلبه قديم، فالدبابة تي 72، الدبابة الروسية الرئيسية، تعود للسبعينيات، وهناك دبابة أحدث لدى روسيا وهي تطوير للدبابة تي 72، وتمتلك منها روسيا بضع مئات، أما دبابة روسيا أرماتا T-14، التي يُنظر إليها على أنها فخر الصناعة الروسية ويعتقد أنه تضاهي- إن لم تكن تتفوق- الدبابات الغربية، فإنها لم تدخل الخدمة بعد، وقد تكون هناك مشكلة في إنتاجها في ظل الحصار الغربي.
وأثارت حرب أوكرانيا جدلاً غير مسبوق حول مستقبل الدبابات، وسط تساؤلات حول: هل السبب فيما يُقال عن تعرض الجيش الروسي لخسائر كبيرة في المدرعات يرجع إلى مشكلة خاصة به، أم هو نتيجة قصور عام في قدرات الدبابات عموماً، أمام الجيل الجديد من الأسلحة المضادة؟
اعداء الدبابات الروسية
يعتقد أن طائرات بيرقدار التركية المسيرة، وأنظمة الصواريخ الغربية المحمولة على الكتف المضادة للدبابات مثل غافلين الأمريكي، قد ألحقت خسائر فادحة بالدبابات الروسية خاصة في بداية الحرب، حيث يعتقد أنها أوقفت محاولة موسكو احتلال كييف فيما يعرف باسم معركة الربيع، بعد أن ضربت بيرقدار طابور الدبابات الروسي الهائل من السماء، فيما استخدم الجنود الأوكرانيون الصواريخ المحمولة على الأكتاف لمهاجمته من الأجناب عبر كمائن من الغابات.
وواحد من أشهر عيوب الدبابات الروسية التقليدية يتعلق بآلية تخزين الذخيرة فيها، والتي تخزَّن في برج الدبابة بشكل مباشر قرب طاقم الدبابة، بخلاف الدبابات الغربية الحديثة، ويقال إن كثيراً من الدبابات الروسية في أوكرانيا تعاني منه.
كما أن الدبابات الروسية معرضة للخطر بشكل خاص من الأعلى، وأدى ذلك إلى أن تكون الدبابات الروسية ضحية للبيرقدار، لأنها ضعيفة من أعلى، خاصة في بداية الحرب (قبل أن تُدخل موسكو أنظمة دفاعية وتشويش كثيفة).
كما ارتكب الروس أخطاء تكتيكية واستراتيجية كثيرة، حيث لاحظ العديد من الخبراء الغربيين أن سائقي الدبابات غالباً ما يظلون على الطرق، حيث يتعثرون في الاختناقات المرورية ويسهل نصب الكمائن لهم.
أبرز الدبابات الروسية المستخدمة في الحرب
T-62 أبلت بلاء حسناً في حرب أكتوبر!
دخلت T-62 الخدمة مع الجيش السوفييتي في يوليو/تموز 1961. وبسبب القوة النارية للمدفع الجديد 115 ملم، كانت تعتبر دبابة هائلة.
في حرب أوكرانيا، ذكرت المخابرات الأوكرانية أن روسيا سحبت دبابات T-62 العتيقة من التخزين في سيبيريا، لتعويض خسائرها في الحرب.
في خيرسون، استخدمت القوات الروسية دبابات T-62 لتقديم دعم مدفعي.
ويعتزم الجيش الروسي إعادة تنشيط وتحديث نحو 800 دبابة T-62 من الحقبة السوفييتية في السنوات الثلاث المقبلة؛ لموازنة خسائره الكبيرة في حرب أوكرانيا الجارية.
T-64 سلاح الروس السري الذي كانوا سيغزون به أوروبا
T-64 هي دبابة قتال سوفييتية رئيسية، تم تقديمها في أوائل الستينيات، والمفارقة أنها صنعت في مدينة خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا.
وشكلت T-64 الأساس لتصميمات الدبابات السوفييتية الأكثر حداثة مثل T-80.
الميزة الثورية لـT-64، هي دمج اللودر الأوتوماتيكي لمدفعها 125 ملم، مما يسمح بالتخلص من أحد أفراد الطاقم وتوفير موقعه، مما يساعد في تقليل حجم الدبابة ووزنها.
اعتبر المخططون العسكريون السوفييت T-64 أول دبابة من الجيل الثالث، وأول دبابة قتال رئيسية، ودخلت الخدمة في عام 1967.
لم يتم استخدام T-64 إلا من قبل الجيش السوفييتي ولن يتم تصديرها أبدأ.
يبدو أن الدبابة حافظت على سمعتها الأسطورية ومازالت فعالة رغم قدمها.
T-72 الدبابة الرئيسية لروسيا في الحرب، إليك نتيجة معركتها مع الـ”أبرامز”
تمتلك أوكرانيا 3666 دبابة من طراز T-72، لكن لدى روسيا ضعف هذا العدد تقريباً، أي نحو 9950، تمثل نحو نصف أسطولها، حسبما ورد في تقرير لموقع wionews الأمريكي.
ظهر قصور هذه الدبابة مبكراً وتحديداً عام 1991، في حرب تحرير الكويت بين القوات الأمريكية والعراقية، حيث كانت أحدث دبابة لدى الجيش العراقي، وتعرضت هي وغيرها من الدبابات الروسية الأقدم لهزيمة قاسية أمام الدبابة الأمريكية أبرامز، وتكرر الأمر في حرب العراق 2003-2010، حيث دمرت عشرات الدبابات المعادية في الحربين دون خسارة واحدة لصالح الدبابات العراقية.
زودت روسيا دباباتها بدورع أحدث تعرف باسم الدروع التفاعلية، وهي دروع تحدث انفجاراً لمنع وصول الصاروخ للدبابة.
ولكن تظل الدبابة T-72 معرضة للأسلحة المحمولة المضادة للدبابات، خاصةً الأسلحة التي تحتوي على رؤوس حربية ترادفية مصممة لهزيمة الدروع التفاعلية واختراق هيكل الدبابة.
لا تتسارع T-72 بشكل مماثل للدبابات الغربية، والعديد منها يفتقر إلى أجهزة الاستشعار التي يمكنها التقاط التهديدات بدقة.
T-80 الدبابة التي فضح الشيشانيون عيوبها
يعتمد تصميم الدبابة T-80 على الدبابة الشهيرة T-64، مع دمج ميزات من T-72 الأحدث. عندما دخلت الخدمة في عام 1976، كانت أول دبابة في العالم مزودة بمحرك توربيني كمحرك رئيسي.
واتسمت الدبابة بالسرعة وكان ينظر إليها أيضاً على أنها سوف تكون حصار السوفييت السريع لغزو أوروبا، ولتكون دبابة نخبوية.
وكان أداء T-80 سيئاً للغاية في الحرب الشيشانية الأولى لدرجة أن ألكسندر جالكين، رئيس مديرية المدرعات بالجيش الروسي، أقنع وزير الدفاع بعد الصراع بعدم شراء الدبابات مرة أخرى بمحركات توربينية غازية.
يُعتقد أنه خلال حرب أوكرانيا زودت بعض دبابات T-80 بدروع مناسبة لمواجهة الذخائر عالية الهجوم مثل FGM-148 Javelin والذخائر المتسكعة؛ وأقفاص للقتال في المناطق الحضرية، حيث تم الاستفادة من التجارب المكتسبة خلال الصراع الشيشاني
نخبة المدرعات الروسية الدبابة T-90
تمثل الدبابة T-90 نخبة الدبابات الروسية العاملة.
كان الأداء السيئ للدبابة السوفييتية الصنع T-72 المملوكة للجيش العراقي، في حرب الخليج 1991، بمثابة نقطة فارقة في تاريخ الدبابات، وصدمة للروس والصينيين أظهرت أن دباباتهم قد تسحق أمام الدبابات الغربية، بعد أن كانت موسكو ترهب الغرب دوماً بدباباتها.
ولكن في ذلك الوقت انهار الاتحاد السوفييتي، ولذا قررت روسيا مواصلة مشروع تطوير الدبابة T-7، والذي عرف باسم T-90، لأنه لم تكن لديها قدرة مالية على إطلاق مشروع جديد بالكامل.
وتم الكشف عن الدبابة T-90MS، وهي نسخة حديثة من دبابة القتال الرئيسية T-90، لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2011. تم تحديث T-90MS على نطاق واسع، لتقديم أداء قتالي أفضل في الحروب الحديثة.
T-90 قادرة على إطلاق نظام الصواريخ الموجهة المضاد للدبابات 9M119 Refleks، المصمم لضرب الدبابات ذات الدروع التفاعلية أو طائرات هليكوبتر.
من حيث الحماية الخاصة بها، فإن T-90 محمية بمزيج من الدروع التفاعلية المتفجرة Kontakt-5 على الهيكل والبرج، إضافة إلى الدروع الفولاذية متعددة الطبقات.
وتتميز T-90M أيضاً بنظام فحص إلكتروني ضوئي ونظام حماية كهرومغناطيسي.
يتم تجميع هذه الدبابة في الهند، حيث تم بناء 1000 منها.
T-90 ليست متوافرة بأعداد كبيرة (نحو 400 دبابة أول أقل من بين أكثر من 12 ألف دبابة روسية) لأن الروس كانوا يفضلون إنتاج الأرماتا الأفضل كثيراً، وتظل T-90 مجرد تطوير للدبابة T-72، ما يجعلها تعاني من العيب الشهير نفسه المعروف عن الدبابات الروسية، حتى لو بشكل أقل.
T-14 أرماتا الروسية: الدبابة الأسطورية التي لم تختبر
تم الكشف عنها في عام 2015. وقد تم اختبارها في معارك فعلية بسوريا، ولديها أحدث الصواريخ الموجهة بالليزر.
يقال إن T-14 يمكن أن تصمد أمام الهجمات النووية والبيولوجية والكيميائية، وتمتلك روسيا حالياً 20 طائرة من طراز T-14 والتي يمكن أن تشكل عقبة كبيرة أمام القوات الأوكرانية، ولكن يبدو أنه لم يتم إنتاجها بعد بأعداد تجارية، وقد يكون تأثير العقوبات على سلاسل التوريد الخاصة بإنتاجها سبباً لتأخر وصولها لساحة المعركة.
هل تغير الدبابات الغربية الحرب لصالح أوكرانيا أم تأتي بنتيجة عكسية؟
سيكون منح أوكرانيا دبابات غربية الصنع اختباراً قد يحل لغز الخسارة الكبيرة في المدرعات الروسية بالحرب الأوكرانية، وهل يعود للعيوب المعروفة في الدبابات الروسية وأخطاء الجيش الروسي أم لأن الدبابات برمتها- غربية أو شرقية- أصبحت سلاحاً عفا عليه الزمن.
لكن الأعداد التي تحدث عنها الغرب قد لا تكون مؤثرة، حيث أعلنت كل من بريطانيا عن اعتزامها تقديم 14 دبابة من طراز تشالنجر2، وألمانيا وبولندا كل منهما ستقدم على حدة إلى كييف 14 دبابة ليوبارد2، إضافة إلى 30 دبابة أبرامز من أمريكا، أي إن عدداً أقل من مئة دبابة، وهو ما لا يمكنه الصمود أمام جحافل الدبابات الروسية.
ولكن الاختبار الأصعب الذي سيطلقه منح أوكرانيا دبابات غربية، هو اختبار صبر الروس، فمن شأن تدفق أسراب من الدبابات الغربية على كييف، واحتمالات أن يعيد ذلك زخم الهجوم الأوكراني ليقترب من الحدود الروسية أو شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، أن يؤدي إلى انتقام روسي عنيف سواء بتوسيع القصف الجوي والصاروخي على البنى التحتية والأهداف المدنية أو استهداف خطوط الإمداد الموجودة في غرب أوكرانيا والقادمة من دول الناتو الشرقية، بل قد تعود موسكو للتلويح بالأسلحة النووية التكتيكية.
في أقل السيناريوهات خطورة، فإن تقديم دبابات غربية لأوكرانيا سيعني إطالة أمد الحرب وتفاقم خسائر الطرفين، وتعميق جراح الاقتصاد العالمي.
اترك رد