المرصدالسوري : النظام السوري ينشئ غرفة عمليات بقيادة شيوخ عشائرفي منبج لإضعاف الحاضنة الشعبية لدى قسد والإدارة الذاتية

img
Advertisements

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادره  بأن قوات النظام أنشأت غرفة عمليات مختصة بمتابعة أوضاع منبج بريف حلب الشرقي، وذلك لتحريض أهالي المنطقة ضد الإدارة المدنية ومجلس منبج العسكري.
ووفقاً للمرصد السوري فإن اجتماعاً عقد خلال الثلث الأخير من شهر أيلول الفائت، ضم وفداً من غرفة العمليات التابعة لقوات النظام مع العميد “ن،ا” مسؤول شعبة المخابرات العامة في حلب، وعدد من شيوخ العشائر، كان من بينهم “إ،ا” وجيه عشيرة السياد، و”أ،خ” وجيه عشيرة النعيم، و”و،ا” وجيه عشيرة البوبنة، وغيرهم.
وتحدث الحضور خلال الاجتماع عن الانتخابات التي أجراها النظام للإدارة المحلية في المنطقة، وطلب من ممثلي وشيوخ العشائر التي حضرت الاجتماع أن يتم إبعاد العشائر عن قوات سوريا الديمقراطية والانخراط في أعمال وفعاليات مناهضة لها وللإدارة الذاتية.
وأشارت المصادر، أنه طلب من الحضور أيضاً العمل على سحب أبناء العشائر من صفوف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وإرسالهم لإجراء تسويات ومصالحات مع النظام.
وتهدف قوات النظام من خلال هذه الخطوة إلى محاولة سحب الحاضنة الشعبية لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة المحلية وزعزعة الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا.

وفي سياق أخر قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن اختيار بشار الجعفري الرجل المعروف بحِنكته وبلاغته وخِبرته الطويلة، سفيرا في موسكو يترافق مع دور كبير يُنتظر أن يقوم به في المرحلة القادمة على مستويات عدّة، على رأسها تسريع وتيرة المباحثات السورية – التركية.

وأشارت إلى أن توقيت التعيين يأتي في ظلّ الأنباء المتواترة من موسكو عن إمكانية الانتقال إلى خطوة جديدة على خطّ دمشق – أنقرة على مستوى وزيري الخارجية هذه المرّة.

حظي تعيين النظام السوري بشار الجعفري سفيراً له لدى روسيا باهتمام إعلامي ملحوظ، نظراً للعلاقة التحالفية بين دمشق وروسيا، في وقت تقود فيه الأخيرة جهود وساطة بين أنقرة ودمشق.

ويشغل الجعفري المقرب من رئيس النظام السوري بشار الأسد منصب نائب وزير خارجية النظام منذ العام 2020، وقبلها كان يشغل منصب سفير النظام الدائم لدى الأمم المتحدة.

وعُين الجعفري سفيراً في موسكو خلفاً للسفير السابق رياض حداد، الضابط في مخابرات النظام السوري، الذي انتهت مهام خدمته بسبب السن.

ومن وجهة نظر بعض المراقبين فإن تعيين الجعفري المعروف بالولاء المطلق لنظام الأسد، لا يخلو من الدلالات، وسط معلومات متداولة عن وجود دور لروسيا في تعيين الدبلوماسي الجعفري سفيراً لديها، لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة.

وفي حين تربط مصادر تعيين الجعفري بما يجري من اجتماعات بين تركيا والنظام السوري بتنسيق ودفع روسي، يقول المتحدث باسم “المصالحة السورية” التابعة للنظام، عمر رحمون إن “قرار تعيين الجعفري برسم القيادة السورية”.

وأضاف لـ”عربي21″، أنه “ليس روسيا من طلبت تعيين الجعفري، والقضية باختصار أن معيار تعيين أي مسؤول في منصب ما هو مصلحة الدولة”، على حد قوله.

من جانبه، لا يرى الكاتب والخبير بالشأن الروسي، الدكتور نصر اليوسف في تعيين الجعفري حدثا استثنائيا، لأن كل وزارات خارجية العالم تحرص على انتقاء سفير بشخصية نافذة ومهمة لدى روسيا التي تمثل واحدة من أعظم دول العالم.

ويقول لـ”عربي21” إن “سوريا واحدة من الدول التي دأبت على تعيين شخصيات مهمة للنظام في منصب السفير لدى روسيا، حيث تم تعيين السفير السابق رياض حداد وهو من المقربين جداً من بشار الأسد ومن طائفته “العلوية”، بعد فترة وجيزة من اندلاع الثورة السورية”.

ويضيف اليوسف: “الآن وجد الأسد بديلاً لحداد الذي جرى تمديد خدمته لمرتين على التوالي”، مشيراً إلى أن “الجعفري يتمتع بخبرة دبلوماسية عالية اكتسبها من منصب السفير الدائم لدى الأمم المتحدة، وعلاوة على ذلك هو من المقربين للأسد، ويتمتع بموثوقية لأن يراعي سياسة النظام بحذافيرها”.

كما أشار الخبير بالشأن الروسي إلى وجود تجربة سابقة للجعفري في العمل السياسي مع الروس، حين ترأس الجعفري وفد النظام إلى مباحثات أستانا منذ العام 2017.

وتأسيساً على ما سبق، يستبعد اليوسف أن يكون لملف التقارب بين تركيا والنظام السوري علاقة بتعيين الجعفري، منهياً بقوله: “مهمة الجعفري هي إيصال الرسائل اللازمة للروس من جانب الأسد”.

وعلى المنوال ذاته، يرى الباحث السياسي المختص بالشأن الروسي، بسام البني، أن “من الطبيعي أن تعين دمشق أفضل الدبلوماسيين لديها لقيادة العملية الدبلوماسية في موسكو”.

وحول وجود روابط بين تعيين الجعفري سفير دمشق في موسكو ومخطط التقارب مع أنقرة، يقول البني لـ”عربي21″: “نشهد فعلاً محاولات تقارب بين أنقرة ودمشق، وباعتقادي فإن الجعفري هو الشخص المناسب نظراً لخبرته السياسية ودرجة الثقة الكبيرة التي يحظى بها من قبل دمشق”.

ورغم ذلك، يستبعد البني أن تكون موسكو هي من طلبت تعيين الجعفري، وروسيا تعتمد السفراء الذين تختارهم الدول، ولا تتدخل إلا في حال كان على الدبلوماسيين إشارات استفهام.

وحسب المختص بالشأن الروسي، فإن تعيين الجعفري سفيراً لدمشق في موسكو، يدل على اهتمام النظام بمواقف روسيا الداعمة.

ويُعرف عن الجعفري علاقته القوية بحليفي النظام الرئيسيين (إيران وروسيا)، وتميل أوساط سورية إلى وضعه في خانة “رجالات إيران”.

وتتهم المعارضة الجعفري، بتزييف الحقائق والتضليل، واتهام ثوار سوريا باتهامات باطلة، ويوصف بـ”بوق الأسد”.

ودخل الجعفري السلك الدبلوماسي في العام 1980، وشغل مناصب عديدة منها مستشار في السفارة السورية بباريس، وسفير سوريا في إندونيسيا، وسفير النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، وصولاً إلى تعيينه نائباً لوزير الخارجية فيصل المقداد، قبل أن يُعاد إلى منصب سفير.

والجعفري من مواليد دمشق عام 1956، تخرّج عام 1977 في جامعة دمشق بشهادة بكالوريوس في تخصص الأدب الفرنسي، ودبلوم دراسات عليا في الترجمة والتعريب عام 1978.

شارك الجعفري في وفود النظام السوري إلى عدد من الاجتماعات الإقليمية والدولية، مثل اجتماعات جامعة الدول العربية، ومؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي، ومؤتمرات قمة حركة عدم الانحياز، وهو مقرر لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار.

 

الكاتب علي نابلسي

علي نابلسي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية