تركيا تتجه نحو فك الحظر عن الطيران الروسي المتجه إلى سوريا.. هل سياسة موسكو بدأت تُثمر

img
Advertisements

في بداية الحرب الأوكرانية اتخذت تركيا موقفاً أكثر تطرفاً للمعسكر الغربي، حيث زوّدت الجبهة الأوكرانية بطائرات مسيرة، وأعلنت عن إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سوريا، دون أن تتخذ روسيا أي موقف حاد من تركيا، بل عقدت معها اتفاقيات وصفقات اقتصادية عديدة آخرها كان اتفاقية الحبوب، ليُعلن نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أمس الجمعة عن إحراز تقدم في المفاوضات مع تركيا بشأن إعادة فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا.

 

الصفقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا، وبدء تراجع الأخيرة عن قرارات سبق أن اتخذتها في غير مصلحة موسكو، تشير إلى منهجاً سياسياً خاصاً اتبعته روسيا مع تركيا خلال الفترة الماضية، وبدأت تظهر نتائجه.

 

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة ” فزغلياد” الروسية أن “موسكو تعزز موقف أنقرة، ذلك يشكل تهديداً أكبر بكثير لأوروبا منه لروسيا” ونقلت عن رئيس قسم الشرق الأدنى وما بعد الاتحاد السوفيتي بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أفاتكوف، قوله: “بفضل روسيا، تتحول تركيا إلى مركز، ليس فقط للغاز، فقد أصبحت تركيا مركزاً تمر من خلاله طرق التجارة، سواء على طول خط شمال- جنوب، أو  غرب- شرق، وهذا يعزز مكانة تركيا على الساحة الدولية، إذا تم تنفيذ استراتيجية مركز الغاز بنجاح، فإن تركيا هي التي ستدير هذه التدفقات، أي أن الوضع فيما يتعلق بتركيا وأوروبا سينقلب رأسا على عقب، ما يمنح تركيا تفويضاً مطلقاً”.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “العرب” اللندنية الباحث الأمريكي مارك إبيسكوبوس، قوله: “هناك إجماعاً واسع النطاق على أن دبلوماسية أردوغان البارعة والخاصة بالحبوب، ورسائله القوية الموجهة إلى حلف الناتو، تهدفان جزئياً إلى تعزيز موقفه المحفوف بالمخاطر في الداخل التركي، ولكن هناك أيضاً حسابات أكثر عمقاً؛ فوضع أنقرة بين روسيا والغرب يوضح رؤية تركيا الموسعة كلاعب قوي لا غنى عنه -إن لم يكن قوة عظمى- في التحول إلى عالم متعدد الأقطاب” وأضاف أن “طموحات أردوغان، التي ترجع إلى سنوات كثيرة، لم تكن وليدة غزو روسيا لأوكرانيا في 24 شباط الماضي، وإنما في الحقيقة وفرت الحرب الروسية – الأوكرانية مناخاً جغراسياسياً مواتياً لأنقرة لمواصلة سياسة فعالة متعددة التوجهات” منوّهاً إلى أن “أي انتصار سريع وحاسم لروسيا سوف يمحو الحاجة إلى وسيط محايد مثل تركيا، وسوف يسفر عن استعداد من جانب صانعي السياسات الغربيين للمشاركة في مفاوضات مباشرة مع موسكو”.

 

فيما أشار مقال نشره مركز “جيوبوليتكال فيوتشرز” للدراسات وترجمه موقع “الخليج الجديد” إلى أن الفرصة التي سنحتها روسيا لتركيا لا تعني أنه لا يوجد خلافات بينهما، لافتاً إلى أن “تركيا حافظت على حوار مستمر مع روسيا حول مجموعة من القضايا لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن روسيا وتركيا متنافسان طبيعيان وأن مستوى التعاون بينهما له سقف في كل الأحوال، فيما تحتاج تركيا إلى شريك تجاري دائم وهنا تأتي أهمية روسيا. كما تعتمد تركيا على موارد الطاقة الروسية، لذلك سيكون من الصعب عليها قول لا للمقترحات التجارية الروسية حتى لو أرادت ذلك”.

 

يشير الخبراء إلى أن السياسة التي ابتعتها روسيا مع تركيا بدأت تؤتي بنتائجها الإيجابية، وفيما يتناسب مع مصالح موسكو عبر عقد صفقات مباشرة وغير مباشرة تحقق مصلحة لتركيا وفي الوقت ذاته، تُفشل مخطط عزل روسيا، وأولى هذه النتائج كان إحراز تقدم في مفاوضات فك الحظر عن الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا.

 

 

لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇

وكالة صدى الواقع السوريvedeng

الكاتب ماهر ماملي

ماهر ماملي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية