خلايا «داعـ_ـش» تصعّد من هجماتها شرق الفرات…بالتزامن مع انتهاء الحملة الأمنية في «الهول»

img
Advertisements

مع انتهاء «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من عمليتها الأمنية ضد «خلايا داعـ.ـش» الناشطة داخل مخيم الهول شرق محافظة الحسكة، شن مسلحون يشتبه بولائهم للتنظيم، هجمات إرهابية بريف دير الزور الشرقي، مستهدفين مواقع لـ«قسد»، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر وإصابة آخرين، في مؤشر إلى عودة نشاط «داعـ.ـش» في هذا الجزء من سوريا شرق نهر الفرات الذي يخضع عسكرياً وإدارياً لسيطرة ونفوذ «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف يُعد الأكراد القوة المهيمنة فيه وذلك بحسب “الشرق الأوسط”.

وجاء الإعلان عن الهجمات الجديدة لـ«داعـ.ـش» في وقت أكدت فيه القوات الكردية انتهاء عمليتها الأمنية بحثاً عن خلايا إرهابية ناشطة داخل مخيم الهول الذي يؤوي نازحين بعضهم من أسر أعضاء في تنظيم «داعـ.ـش». وقال قائد القيادة المشتركة لقوات المهام الخاصة لعملية «العزم الصلب» في التحالف الدولي لهزيمة «داعـ.ـش»، الجنرال الأميركي كليفد ثيودور، في بيان مشترك مع القيادة العامة لقوات «قسد»، إن أفراد خلايا التنظيم الإرهابي «كانوا يحاكمون الأطفال والنساء داخل الخيام قبل بدء الحملة الأمنية في مخيم الهول». وحض الدول والحكومات الأجنبية على استعادة رعاياها من المخيم. لكنه أضاف أن «الحل العسكري في المخيم غير مُجدٍ ويتطلب الأمر حلولاً أمنية ودعم المنظمات الإنسانية الدولية».

وأكد الجنرال ثيودور أن هدف التحالف بقيادة واشنطن هو تقديم الدعم للشركاء على الأرض، أي تحالف «قسد»، لتحقيق الهزيمة النهائية لتنظيم «داعـ.ـش». وطالب جميع الدول بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية بشكل مستمر «من أجل ضمان أمن المخيم وتمكين المنظمات الإنسانية من تحسين مستوى حياة القاطنين فيه والتعامل معهم بإنسانية، حتى تتم استعادتهم إلى بلدانهم الأصلية».

وتعليقاً على نتائج العملية الأمنية في مخيم الهول، قالت نيروز أحمد، عضو القيادة العامة في «قسد» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحملة انتهت بنجاح. وأوضحت: «تم بذل جهود كبيرة وتنسيق عالٍ بين قواتنا وإدارة المخيم وقوى الأمن، نحن ممتنون لمشاركة قوات التحالف الدولي عبر الدعم والتنسيق والتغطية الجوية». وشددت على أن خطر المخيم لا يزال قائماً بسبب الأنشطة الإرهابية فيه. وأضافت أن الخيام المكتظة التي يعيش فيها آلاف الناس تحولت إلى «بؤرة للأفكار المتطرفة… هذا المكان لا يشكل تهديداً على منطقتنا فحسب؛ بل على العالم أجمع».

وذكرت أحمد أن أنشطة الخلايا النائمة للتنظيم زادت في الآونة الأخيرة خارج مخيم الهول، خصوصاً في مناطق دير الزور. وتابعت: «استشهد 6 من رفاقنا بوحشية، وهذا يدل على أن (داعـ.ـش) تزداد قوته، وإذا لم نستمر في العمل معاً فإن التنظيم سيستغل الوضع ويتوسع مرة أخرى وسينظم خلاياه وصفوفه مجدداً». وأكدت المسؤولة العسكرية الكردية أن الحملة في المخيم انتهت، لكن الجهود مستمرة لتأمين المنطقة وحمايتها «بهدف القضاء على (داعـ.ـش) من الجذور وتأمين المنطقة وإتاحة العودة الآمنة لأبناء المخيمات» إلى مناطقهم، بحسب ما قالت نيروز أحمد.

وأحصت الأمم المتحدة أواخر يونيو (حزيران) الماضي، مقتل أكثر من 100 شخص بينهم عدد كبير من النساء واللاجئين العراقيين، منذ مطلع عام 2021، في مخيم الهول الذي يبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود العراقية، ويضم نحو 56 ألف شخص. ويضم المخيم قسماً خاصاً بأسر وذوي مقاتلي «داعـ.ـش» المحتجزين في شمال شرقي سوريا. من جهتها، وثقت إدارة المخيم وقوى الأمن الكردية قبل بدء الحملة الأمنية في 25 أغسطس (آب) الماضي، مقتل 44 شخصاً منذ بداية العام الحالي، على أيدي خلايا نائمة يشتبه في تبعيتها لتنظيم «داعـ.ـش» المتطرف.

إلى ذلك، شهدت مناطق متفرقة من ريف مدينة دير الزور شرق سوريا هجمات مسلحة واستهدافات طالت مقاتلي وعناصر قوات «قسد»، حيث تعرضت دورية من هذه القوات أمس، لنيران أسلحة من مجهولين ملثمين كانوا يستقلون دراجة نارية في قرية جريزة بريف دير الزور الشمالي، ما أدى إلى مقتل مقاتل متحدر من قرية الحجنة المجاورة، في حين قتل عنصر من القوات باليوم نفسه برصاص أسلحة رشاشة من مجهولين على طريق قرية المطيري شرق دير الزور.

كما أشارت صفحات ومواقع إخبارية محلية إلى قيام مسلحين ملثمين كانوا يستقلون دراجات نارية باستهداف سيارة مصفحة عسكرية تابعة لقوات «قسد» أول من أمس (السبت)، على طريق الخرافي بالقرب من حاجز الجزيرة. وأطلق المسلحون الرصاص باتجاه السيارة، ما أدى إلى إعطابها. واشتبكت دورية «قسد» مع المهاجمين، ما أسفر عن إعطاب الدراجة النارية، فيما تمكن سائقها من الفرار بمساعدة المسلحين المرافقين له.

بدوره، وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ خلايا تنظيم «داعـ.ـش» 133 هجوماً ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية منذ مطلع عام 2022، تمت عبر هجمات مسلحة وتفجيرات. وبلغت حصيلة هذه الهجمات 107 قتلى بينهم 37 مدنياً وسيدة وطفلاً، و70 عسكرياً كانوا في صفوف قوات «قسد» وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية عاملة في مناطق الإدارة الذاتية شرق الفرات.

 

لمتابعة أهم الأخبار السورية 👇

وكالة صدى الواقع السوريvedeng

الكاتب ماهر ماملي

ماهر ماملي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية