دخول رتل من اللواء الثامن المدعوم روسيا إلى مدينة جاسم بالتزامن مع ملاحقة عناصر داعش في المنطقة

img
Advertisements

أفادت مصادر محلية بدخول رتل من اللواء الثامن المدعوم روسيا إلى مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، للمشاركة في العمليات التي يقوم بها أبناء المدينة، من تمشيط ومداهمات وملاحقة لبقايا عناصر داعش

كما وقتل   أحد قادة تنظيم داعش في الجنوب السوري  المعروف باسم “عبد الرحمن العراقي”بالإضافة لمقتل عنصرين كانا برفقته ضمن أحد منازل مدينة جاسم، وذلك بعد مداهمته من قبل أبناء المدينة عصر يوم الإثنين.

وكشف قيادي محلي في مدينة جاسم ارتباط قيادات التنظيم بضباط من أجهزة النظام الأمنية في مدينة درعا، مشيراً أن الاجهزة الأمنية هي من سمحت لقادة وعناصر التنظيم بالدخول مؤخراً إلى مدينة جاسم ليكون ذلك ذريعةً لاجتياح المنطقة.

وأوضح القيادي أن الذي يقاتل التنظيم اليوم في مدينة جاسم هم أبناء المدينة من عناصر الفصائل المسلحة المعارضة “الجيش الحر سابقاً” والذين رفضوا الانضمام لأجهزة الامن السورية عقب تسوية تموز 2018، نافياً مشاركة قوات الجيش السوري في قتال التنظيم بجاسم.

وأضاف أن مجموعات الريف الغربي التي كانت منضوية ضمن اللجان المركزية مع مجموعة اللواء الثامن التابع إدارياً للأمن العسكري انسحبت قبل يومين من مدينة جاسم، وذلك بعد يوم من مشاركتهم في قتال عناصر التنظيم.

شهدت مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، خلال الأيام الماضية، حالة توتر أمني وحظراً للتجول، جراء مواجهات عنيفة بين فصائل درعا المحلية من قوات «اللواء الثامن» المدعوم من «حميميم» ومجموعات محلية تابعة للجان التفاوض المركزية من أبناء المنطقة، ضد خلايا تنظيم «داعـ.ـش» في المدينة.

وقال أحد قادة المجموعات المحلية في درعا لـ«الشرق الأوسط»: «يعود ظهور خلايا (داعـ.ـش) في مناطق جنوب سوريا بعد اتفاق التسوية من بقايا (جيش خالد بن الوليد) المبايع لتنظيم (داعـ.ـش) الذي كان ينتشر في مناطق حوض اليرموك غرب درعا بين عامي 2015 و2018… بعضهم من الذين تمكنوا من الهروب من منطقة الحوض إلى مناطق أخرى قبيل شن قوات الجيش السوري والفصائل المحلية في المنطقة بمشاركة الطيران الروسي، هجوماً على منطقة الحوض في صيف 2018، وآخرون من الذين أفرجت عنهم الأجهزة الأمنية بعد اعتقالهم في منطقة الحوض بعد انتهاء المعارك هناك، وانتشروا في مناطق التسويات جنوب سوريا، ونفذوا عمليات اغتيال وقتل في المنطقة، فيما وصل آخرون إلى المنطقة الجنوبية بطرق مشبوهة من تلول الصفا في بادية السويداء إلى درعا».

وأضاف القيادي المحلي: «جاءت العملية الأمنية التي نفذتها المجموعات المحلية من أبناء حوران ضد خلايا (داعـ.ـش) في مدينة جاسم، بعد مطالب أهلية، وبعد مراقبة هذه المجموعة وتورطها بارتكاب جرائم قتل وخطف واغتيالات وسرقة، ومحاولاتها إعادة ترتيب وجمع عناصر (داعـ.ـش) السابقين في المنطقة، بعدما خسر التنظيم الأراضي التي سبق له أن استولى عليها في مناطق حوض اليرموك في ريف درعا الغربي في عام 2018، وهو ما دفع مجموعات المنطقة إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد هذه الخلايا والقضاء عليها. وشاركت في الحملة ضد خلايا تنظيم (داعـ.ـش) مجموعات غير تابعة لأي تشكيل عسكري، وأخرى منضوية ضمن تشكيلات عسكرية نظامية من أبناء محافظة درعا».

وشدد على وحدة أبناء حوران ضد أي خطر يهددهم، سواء من الجماعات الإرهابية أو غيرها، وعدم ترك أي ذريعة للأجهزة الأمنية للقيام بعمليات عسكرية وأمنية في مناطق خاضعة لاتفاق التسوية بحجة وجود عناصر «داعـ.ـش». وقال إن مجموعات درعا المحلية حاربت تنظيم «داعـ.ـش» منذ ظهوره في المنطقة عام 2015 حتى اليوم، مما يدل على رفض أبناء المنطقة للإرهاب بكل أشكاله.

وأشار إلى استمرار الحملة العسكرية من أبناء المنطقة ومجموعاتها ضد خلايا «داعـ.ـش» أينما كانوا، وضد الجماعات المخربة التي عاثت الفساد والقتل والسرقة والمخدرات في المنطقة.

وأوضح أن خلايا «داعـ.ـش» كانت تتحصن في عدد من المنازل والمزارع في الأطراف الشمالية لمدينة جاسم، وأن عددهم بالعشرات، بينهم شخصيات من جنسيات غير سورية.

ولفت إلى أنه بين قتلى عناصر التنظيم، أمير عسكري، يدعى أبو عبد الرحمن العراقي، يُعتقد أنه المسؤول الأول للتنظيم جنوب سوريا بعد مقتل أبو سالم العراقي قبل فترة في بلدة عدوان بريف درعا الغربي. وقال: «إن المجموعات المحلية استطاعت اقتحام ومداهمة عدد من المنازل التي كان يتحصن فيها عناصر التنظيم، كما اقتحمت مقر التسليح الخاص بهم بعد محاصرة أعداد منهم داخل المقر. وأسفرت المواجهات عن مقتل معظم عناصر (داعـ.ـش)، وإصابة آخرين، فيما أقدم بعضهم على تفجير نفسه بعد محاصرته، وأسر عدد منهم». وأكد المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل قياديين في التنظيم جنوب سوريا، عُرف منهم أيوب جباوي، المكنى بـ«أبو مجاهد برقا»، وعناصر أخرى.

وأشار القيادي المحلي إلى أن قوات الجيش السوري لم تشارك في العمليات العسكرية داخل مدينة جاسم مع الفصائل المحلية ضد خلايا «داعـ.ـش»، وأنها قصفت النقاط العسكرية القريبة من مدينة جاسم ظهر يوم الجمعة بعدد من القذائف على الأطراف الشمالية لمدينة جاسم حيث الاشتباكات بين الطرفين. وذكرت وسائل إعلام محسوبة على دمشق، أن الجهات المختصة بالتعاون مع مجموعات أهلية ومحلية تنفذ حملة أمنية ضد خلايا «داعـ.ـش» في مدينة جاسم شمال درعا، وأن قوات الجيش السوري مستمرة بعملية الإسناد والمؤازرة عبر الوسائط النارية المناسبة لاستهداف تحركات عناصر «داعـ.ـش» في المنطقة.

وكانت قوات الجيش السوري عززت في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، نقاطها العسكرية في محيط مدينة جاسم، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وهدّد ضباط من اللجنة الأمنية التابعة للحكومة السورية حينها، مدينة جاسم بالقيام بعمل عسكري فيها، للقضاء على خلايا «داعـ.ـش». وفي نهاية سبتمبر الماضي، فشلت مجموعة أمنية تابعة للحكومة السورية في اقتحام أحد المنازل الذي كان يتحصن فيه عناصر من تنظيم «داعـ.ـش» على أطراف مدينة جاسم، مما أسفر عن مقتل أحد عناصر المجموعة الأمنية، وهروب عناصر «داعـ.ـش»، وانسحاب المجموعة الأمنية.

 

 

 

 

الكاتب علي نابلسي

علي نابلسي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية