منع حفر الآبار الجوفية يهدد التنمية الزراعية ويؤرق المزراعين والعاملين على حفارات في مناطق الإدارة الذاتية

img
Advertisements

 

شهدت مناطق سوريا بشكل عام ومناطق شمال شرق سوريا بشكل خاص هطولات مطرية قليلة جدا خلال العامين الماضين 2019 و2021 الأمر الذي أثر سلبا على الزراعة في البلاد وقلة في انتاج الحبوب كالقمح والشعير والبقوليات وغيرها والتي تعتبر مصدر الرزق للكثير من العائلات في مناطق شمال وشرق سوريا

قلة الامطار في سوريا أثرت على سلّة الغذاء السوري خروج مساحات كبيرة من الزراعات البعلية عن الخدمة في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور والرقة الأمر الذي دفع الكثير من الفلاحين إلى حفر الآبار كبديل عن مياه الأمطار رغم التكاليف الباهظة التي تتحتم على الفلاح دفعها لاستخدامها في ري المزروعات لتأمين قوتهم وتمديد المنطقة بالمحاصيل الزراعية  .

ومن أسباب لجوء السكان إلى حفر الآبار في مناطق الإدارة الذاتية وعلى وجه الخصوص في مناطق الحسكة و كوباني  النقص في مياه الشرب جراء قطع الفصائل الموالية لتركيا لمياه محطة علوك عن مدينة الحسكة وخفض تركيا لمنسوب المياه في نهر الفرات الأمر الذي أدي توقف بعض محطات تصفية المياه على ضفاف النهر عن العمل ونقص مياه الشرب.

ولكن سرعان ما أصدرت الإدارة الذاتية قرارا منعت بموجبه حفر الآبار اعتباراً من مطلع شهر تشرين الثانيالقادم تحت طائلة المسائلة القانونية وحجز الحفارة.

وقالت الإدارة الذاتية ان القرار يهدف إلى الحفاظ على المياه الجوفية ولإعادة تنظيم الأبار الزراعية التي لم تنظم من قبل هيئة الزراعة والري في مناطق شمال وشق سوريا .

قرار الإدارة الذاتية القاضي بمنع حفر الآبار الجوفية أثارت استياء  واستهجانا شعبيا عند الاهالي على وسائل التواصل الإجتماعي  في مناطق الإدارة الذاتية الذين اعتبر ان القرار يهدد القطاع الزراعي و ويقطع رزق أصحاب الحفارات وتزيد من نسبة البطالة بين الشبان  ويهدد التنمية الزراعية وان القرار سيدفع بالكثير من المزارعين واصحاب الحفارات إلى ايجاد مهن اخرى يعملون فيها لتامين احتياجاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلاد .

يلجأ المزارعون إلى حفر الأبار لتلافي جزء من نقص المياه أو انقطاعها عن حقولهم وقراهم، في محاولة لإبقاء أسرهم ومواشيهم وبعض مزروعاتهم على قيد الحياة. وتتوزّع عمليات الحفر في مناطق لم تعد محصورة بتلك التي لا يجتازها نهرا دجلة والفرات، بل تشمل كذلك مناطق أخرى. ويأتي ذلك في ظاهرة جفاف غير مسبوقة و شحّ المياه وازدياد حاجة المزروعات والماشية والسكان إلى المياه خلال الاعوام الماضية .

والزراعة وتربية الماشية مهن ورثتهما عائلات عديدة تعيش في مناطق ريفية في شمال وشرق سوريا  لا يمكن فيها الاستغناء عن المزروعات والماشية والدواجن خصوصاً لتوفير احتياجات الغذاء اليومي والتي تحتاج إلى تحقيق اكتفاء ذاتي للمياه في تللك المناطق فمنع حفر الأبار سيؤثر سلبا على الكثير من العائلات  ويقلل من مساحات الأراضي الزراعية المروية التي تلعب دورا كبيرا في توفير الحبوب الزراعية خلال سنوات الجفاف أو المواسم التي تتخلله قلة في الامطار.

 

الكاتب علي نابلسي

علي نابلسي

مواضيع متعلقة

اترك رداً

error: شارك الخبر لديك , حقوق النشر محفوظة لوكالة فدنك الخبرية